تخيل مثلا كيف يكون شعورك واحساسك لوسكنت في غرفة مطلية باللون القرميدي اواللون الرمادي الغامق اواللون الاسود اواي لون من الألوان غير المتناغمة هل يصيبك الارق والاكتئاب؟ الاجابة التي يؤكدها الاطباء هي: نعم، فبعض الألوان يبعث على الاكتئاب والغم وفي المقابل هناك ألوان تبعث على البهجة والانشراح والطمأنينة.
والبعض الآخر يبعث الاثارة والانفعالات العصبية. وبما انه من البديهي استعمال الألوان في حياتنا اليومية فنحن نتعامل مع الألوان في كل يوم وفي كل ساعة تلقائيا ودون ان نشعر او نميز ومن الغريب ان نعلم ان المعالجة باللون تهم الضرير ايضا ويستفيد منها بالنسبة نفسها مثل المبصرين. ذلك لأن للألوان تأثيراتها وايقاعاتها في سطح الجلد مثل العيون تماما. فاللون مستوى من الذبذبات له الكثير من التأثيرات في حياتنا. فالإنسان ميكانيكا يتشابه قليلا مع النبات من حيث امتصاصه للون بواسطة العينين والجلد وتحويله واستقباله مثل الغذاء وكثيرا ما يحدث ان ندخل الى مكان فنشعر بالضيق ويكون ذلك بسبب تنافر الألوان في هذا المكان.
اجريت تجارب في دول عدة اثبتت ان لكل امرئ ألواناً معينة تثير لديه التحفز والحركة وألواناً اخرى مهدئة ومسكنة كما وجدوا ان للألوان ايضا تأثيرا في مدى احساسنا بالحرارة مثلا: اجريت دراسة في النرويج عرفوا منها ان وجود الناس في غرفة مطلية باللون الازرق يدفعهم الى رفع مؤشر التدفئة المركزية ثلاث درجات اعلى من افراد يجلسون في غرفة مطلية باللون الاحمر. كما اثبتت دراسات اخرى ان خفة الألوان ودكانتها بعمقها وتدرجها يؤثر في دقة إدراكنا للوقت، كما يؤثر في قدرتنا على التركيز والتذكر.
الألوان وتأثيرها
* اللون الاحمر: يرمز الى الحرارة، الدفء، والغضب. يستعمل من قبل بعض المعالجين لمعالجة اضطرابات الدوره الدموية والشلل.
*اللون البرتقالي: يرمز الى النجاح والازدهار كما يرمز الى الغرور والكبرياء والمباهاة.. يستعمل في زيادة معدل نبضات القلب. كما يوصف للمرضع لزيادة ادرارالحليب ويستعمل في التخلص من الحصوات المرارية وحصوات الكلى ويستعمل في حالات الفتق والتهاب الزائدة الدودية.
*اللون الاصفر: ينم عن السعادة والمرح والانشراح وكذلك الذكاء. هذا اللون يرفع ويزيد الطاقة في الجهاز الليمفاوي. ويستعمل في علاج حالات السكري وعسر الهضم والاضطرابات الكلوية والكبد والامساك وكذلك بعض اضطرابات الحنجرة والعينين.
*اللون الأخضر: غالبا يعتمد اللون الاخضر الزمردي وتدرجاته. ويستعمل في معالجة بعض الحالات العصبية، الحمى، القرحة، الانفلونزا، السفلس، الملاريا، والرشوحات. ويعد اللون الاخضر لون التناغم والانسجام.
*اللون الأزرق النيلي: يستعمل في علاج عتامة عدسة العين (المياه الزرقاء)، الصداع النصفي، الصمم، وحالات الامراض الجلدية. له تأثير مريح في العينين والاذنين والجهاز العصبي.
* اللون الأزرق: لون بارد يستعمل لإزالة الالم، ايقاف النزف، شفاء الحروق، ومعالجة حالات الديزنتريا والمغص واضطرابات الجهاز التنفسي والتسلخات الجلدية والروماتيزم.
*اللون البنفسجي: يستعمل في معالجة الاضطرابات النفسية والعاطفية وداء المفاصل. كما يستعمل في حالات الولادة لتخفيف الالم وتسهيل الوضع. ويستعمل احيانا مع اللون الاصفر لمعالجة بعض حالات سرطان الجلد.
كما ان الألوان لها علاقة نفسية بحالة الانسان فمثلاً: الابيض يرمز الى البقاء والفضي الى القوة، والذهبي يرمز للجمال والتوازن، والاسود والرمادى الى السيادة، واللون الازرق الى البناء، والاحمر الى التدمير، واللون الاخضر للعاطفة،واللون البرتقالي يرمز الى العقل والتفكير.
تجارب
قام عالم دانمركي يدعى « نيل فنسين» باستعمال الضوء الاحمر في علاج الجدري واثبتت التجارب ان اللون الاحمر يمنع وصول الاشعة فوق البنفسجية الى الجلد المصاب كما يمنع حدوث التشوهات. وهناك معتقد ان ضوء الشمس بما فيه سرعة «ألوان الطيف» له قدرة على انتاج فيتامين «د » تحت الجلد وهذا الفيتامين يقل في حالة الاصابة للين العظام حيث تعد من اهم الفلسفات في تكوين العظام.
وفي العام 1878 اكتشف العالم «دي. بي. غاديالي» المبادئ العلمية التي تشرح لماذا وكيف للاشعة الملونة المختلفة تأثيرات علاجية متنوعة في الكائن الحي. وفي عام 1933 وبعد سنوات من البحث نشر غاديلي «موسوعة فن قياس الألوان الطيفية» وهو تحفة في مجال العلاج باللون. والنظريات التي تم تطويرها تنحدر من عمل غاديالي فقد اكد ان ألوان الفعاليات الكيميائية هي في مجموعات ثمانية التردد.
ولكل كائن حي ولكل نظام من انظمة الجسم لون خاص يثير وينبه وآخر يكبح عمل ذلك العضو او النظام. وبمعرفة عمل الألوان المختلفة على اعضاء الجسم المختلفة وأنظمته يستطيع المرء ان يطبق اللون الصحيح الذي سيفضي الى تحقيق توازن عمل العضو او النظام الذي اصبح شاذا في تأدية وظيفته اووضعه. ان عملية العيش في حالة موفورة تقتضي تحقيق توازن جميع الطاقات اللونية داخل الجسم. وعندما يختل هذا التوازن ينشأ المرض.
ان هدف علم التداوي باللون هو أن يقارع المرض عن طريق اعادة التوازن الطبيعي بين طاقات اللون في الجسم.
الجسم الهالي
للانسان جسم هالي يحيط جسمه المادي ويتخلله ووظائف الهالة هي ان تمتص طاقة اللون الابيض من الغلاف الجوي وتقسمها الى طاقات لونية اساسية تتدفق بعده الى اقسام الجسم المختلفة لتنفخ فيها الحيوية والنشاط
من المحتمل ان تحدث الآثار الملحوظة لدى استخدام العلاج اللوني من خلال فعالية الاشعة اللونية في الجسم الهالي الذي يؤثر بدوره في الجسم المادي.
ثمة عمليتان أساسيتان تعملان طوال الوقت في الفرد البشري وهما الابتناء (عملية تمثيل الموادالغذائية وتحويلها) والانتفاض (عملية الهدم في الخلايا). والأولى هي عملية بناء واصلاح بينما العملية الثانية معاكسة وتعالج طرح المنتجات السامة والنفايات من الجسم. ويمكن الحصول على صحة جيدة فقط فيما لو تم الحافظ على توازن مناسب بين عمليتي الابتناء والانتفاض اللتين تشكلان معا الايض وهي (مجموع العمليات المتصلة ببناء البروتوبلازما ودثورها.
الألوان الأساسية
وجد غاديالى ان الشعاع الاحمر هو لون التشييد اي انه يساعد على استمرار عدد خلايا الحمراء في الجسم وينبه الكبد، بينما الشعاع البنفسجي الذي ينشط الطحال هولون الهدم اوالانتفاض.
واكتشف ان الطحال كان يدمر خلايا الدم الحمراء الاقدم عهدا وينتج خلايا الدم البيضاء التي تحارب البكتريا.
وفي الطيف يقع اللون الاحمر الذي يحرض نشاط الكبد في احد طرفي الضوء المرئي بينما يقع اللون البنفسجي الذي يحرض النشاط الطحالي على الطرف الآخر وهو اللون الذي ينشط اويشجع نشاط الغدة النخامية التي عرفت منذ القدم بكونها الغدة الرئيسية والمنظمة للغدد الاخرى وبهذا تؤثر في عمل كل جزء من الجسم. كما يهدف التداوي باللون الى بناء الجسم الاثيري عن طريق تطبيق ذبذبات اللون الصحيحة على المراكز التي تصبح عندئذ قادرة على بث الحيوية في الجسم المادي