توالي آية الليل والنهار
عرف الإنسان منذ بدء الخليقة بتوالي آية الليل والنهار والتي مجموعها تكون اليوم وحدد الإنسان الأول بداية اليوم عند الظهر حيث إنه يرى أقل ظل له أو للشجرة في لحظة الظهيرة وبالتالي تعرف على اليوم من تحديده لظهر وهي منتصف النهار وانتقل بعد ذلك حيث حدد العرب أن اليوم يبدأ عند غروب الشمس وأطلق عليه اسم اليوم الغروبي ومازال هذا الوقت يستخدم داخل المساجد وذلك على الساعة الغروبية ولكي تحتاج هذه الساعة اليومية للضبط لتطابق حالة غروب الشمس .
حيث إن وقت الغروب يتغير يومياً إما بالزيادة في شهور الصيف أو بالنقصان في شهور الشتاء ثم انتقل الإنسان بعد ذلك في حساب اليوم إلى أن يكون بدايته عند منتصف الليل ويتغير عنده اسم اليوم ولا يوجد دليل مرئي لتحديد بداية اليوم كما في اليوم الغروبي الذي يحدد مع غروب الشمس أو اليوم الظهري الذي يمكن مع تحديد ظل الظهيرة فهي علامة مميزة ومرئية.
ولكن اتفق علماء الفلك فيما بينهم أن يكون بداية اليوم عند منتصف الليل وساعد على ذلك أجهزة قياس الوقت التي تطورت من المزولة الشمسية إلى الساعة المائية إلى الساعة الميكانيكية إلى الساعة الكهربائية وأخيراً الساعة الذرية التي قدر إليها قياس الفيمتو ثانية وهي أصغر قيمة في قياس الوقت ولا تستخدم إلا في المراصد الفلكية وقد عرف الفلك اليوم بأن الدورة المحورية لكوكب الأرض حول محوره أو بمعنى آخر دوران كوكب الأرض حول نفسه ليحقق دورته في يوم واحد .
والجدير بالذكر أن كلمة يوم جاءت في القرآن الكريم بعدد 365 يوماً، وقد أشار الله تعالى في القرآن الكريم أنه كتاب مرقوم وذلك في سورة المطففين في آيتين ـ آية 9 وآية 20 «كتاب مرقوم» وهذه إشارة إلى الأرقام لبعض الشواهد تحمل معاني علمية فعلى سبيل الذكر جاءت كلمة شهر بعدد اثني عشر شهراً وهي عدد الشهور داخل السنة القمرية وكذلك داخل السنة الميلادية، وقد أشار الله إلى عدد الشهور الذي خلقها مع خلق الأرض في سورة التوبة آية 36 «إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض..» صدق الله العظيم.
وبديهياً فالشهور المرئية بعين الإنسان هي الشهور القمرية فقط حيث يرى الإنسان مولد الهلال ويمكن أن يرى سير الأيام مع سير حجم القمر وتحركه من هلال إلى تربع ثم إلى أحدب إلى بدر ثم ينكمش حيث أحدب ثان وتربع ثان وهلال أخير ثم محاق وينتهي الشهر برؤية العين أما الشهور الميلادية فلا يمكن رؤية الدليل على مرور الشهور سوى بالعد الرقمي ومتابعة بيان الشهور من خلال المراصد الفلكية.
وطبعاً يختلف المسمى في السنة الميلادية عن السنة الشمسية برغم أن كلاهما يعتمد على الشمس لحساب هذه السنة ولكن السنة الشمسية تبدأ في 21 مارس وهي النقطة الأولى للاعتدال الربيعي أما السنة الميلادية فتعتمد أساساً إلى حساب مولد المسيح وقد اختبر بداية السنة الميلادية مع أول شهر يناير الميلادية فتعتمد أساساً إلى حساب مولد المسيح وقد اختبر بداية السنة الميلادية مع أول شهر يناير حيث انه يوجد قولان في مولد المسيح فالمسيحية الشرقية يكون الاحتفال بمول المسيح في 7 يناير بينما المسيحيون الغربيون يحتفلون به في 25 ديسمبر لهذا اختيارهم أول يناير ليكون منتصفاً بين التاريخين.
اختلاف طول الليل والنهار
اختلف طول الأيام من كوكب لآخر تمام الاختلاف وكذلك اختلفت السنة لكل كوكب حسب قربه أو بعده عن النجم الفائق له وهو الشمس وقد عرف علماء الفلك السنة بأنها دوران الكوكب حول الشمس في دورة كاملة تامة وحسبها في ذلك بالأيام .
فمثلاً كوكب عطارد وهو أقرب كوكب إلى الشمس دورته المحورية حول محوره 7,58 يوماً بينما مدة دورانه الفلكي أي السنة العطاردية فإنها تساوي 88 يوماً ثم يأتي بعد ذلك كوكب الزهرة وهو من الكواكب الدالة على قدرة الله تعالى لأن دورانه من الشرق إلى الغرب عكس دوران كوكب الأرض وباقي كواكب المجموعة الشمسية.
وهذا يعني أن الشمس تشرق عليه ظاهرياً من جهة الغرب وتغرب الشمس من جهة الشرق إلى عكس ما يحدث على كوكب الأرض هذا هو الاختلاف الأول أما الاختلاف الثاني فإنه طول يومه 243 يوماً أرضياً، وهذه هو دورته المحورية بينما دورته الفلكية المعروفة باسم السنة الزهرية فطوله 225 يوماً أرضياً وهذا يعني أن طول اليوم على كوكب الزهرة أطول من طول السنة بمقدار 18 يوماً .
وفي هذا أيضا معجزة أخرى وهي أن طول اليوم أطول من السنة وبالرغم من الاختلافين إلا أنه لم يحدث أي خلل بل يسير داخل مجموعة شمسية بانتظام وهذا لأن مدبر الأكوان يخلق الشيء وعكسه دون أي اضطراب أو خلل في سيره ثم تأتي دورة الأرض المحورية .
فعند دورانها وجد علماء الفلك أنها 23 ساعة و 56 دقيقة و 4 ثوانٍ وتميز في طول اليوم لتكون 24 ساعة تجاوزاً وطول السنة الأرضية فهي 242,365 يوماً أرضياً ولهذا يتحايل الإنسان على طول السنة ليضيف كل أربع سنوات يوماً فيصبح في السنة الرابعة طول السنة 366 أطلق عليها اسم السنة الكبيسة، أما كوكب المريخ فطول اليوم عليه 24 ساعة و37 دقيقة و 23 ثانية وطول السنة 687 يوماً أرضياً أما كوكب المشتري فطول اليوم 9 ساعات و 51 دقيقة وطول السنة 9,11 سنة أرضية.
أما كوكب زحل فطول اليوم 10 ساعات و 14 دقيقة وطول السنة 5,24 سنة أرضية أما كوكب أورانوس فطول اليوم 10 ساعات و 14 دقيقة وطول السنة 5,24 سنة أرضية أما كوكب أورانوس فطول اليوم 10 ساعات و 48 دقيقة طول السنة 84 سنة أرضية أما كوكب نبتون فطول اليوم 15 ساعة و 48 دقيقة وطول السنة 165 سنة أرضية أما كويكب بلوتو فطول اليوم 4,6 أيام وطول السنة 248 سنة أرضية أما الكوكب العاشر والذي اكتشفه علماء وكالة ناسا الفضائية في يوم 15 مارس سنة 2004، وأطلق عليه اسم الكوكب العاشر «سدنا» حيث أصغر كوكب في المجموعة الشمسية .
ولكن المعلومات عن هذا الكوكب العاشر محدودة إذا لا يعرف دورته اليومية حول محوره أو دورته السنوية حول الشمس والسؤال هل سيرى العلماء الكوكب الحادي عشر وبما أشارت إليه الآية الرابعة من سورة يوسف«إذ قال يوسف لأبيه يا أبت اني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين» صدق الله العظيم والمعروف أن الأحد عشر كوكبا التي ذكرت في هذه الآية الكريمة هي أخوة سيدنا يوسف وأن الشمس والقمر هما أبوه وأمه هذا والله أعلم فيما اكتشفه العلماء في المستقبل.
يعتقد العامة من الناس أن الساعة التي يحملها في يده دقيقة للغاية وهذا خطأ فادح فقد اعتبر اليوم الذي يعرفه الناس طوله 24 ساعة ولكن اكتشف عالم الفلك كبلر بعض القوانين الكونية التي وضعها الخالق عز وجل وسجل العالم كبلر قانونه الأول وهو أن جميع الكواكب تدور حول الشمس في مدار بيضاوي حيث تقع الشمس في إحدى بؤرتيه أي مركزي بيضاوي المسار لجمع كواكب المجموعة الشمسية أما القانون الثاني للعالم كبلر هو أن الكواكب لها سرعات متعددة ولا تسير بسرعة ثابتة.
فعندما يكون كوكب الأرض على سبيل المثال في مسافة الحضيض من الشمس وهي أقل مسافة منها وتساوي 5,91 مليون ميل فإن الأرض تزيد من سرعتها لتلافي قوة الجذب للشمس حتى لا تبتلعها ونتيجة لزيادة سرعة دوران الأرض فإن اليوم يقصر بمقدار 16 دقيقة و 24 ثانية ويحدث ذلك في 4 نوفمبر وبالتالي يصبح طول اليوم وهو أقصر يوم خلال السنة الشمسية .
فيصبح مقداره 23 ساعة و 44 دقيقة تقريباً وحينما يبعد كوكب الشمس إي يصبح في موقع الأوج وهو الذي يبعد عن الشمس بمقدار 5,94 مليون ميل وفي ذلك تقلل الأرض من سرعتها حول محورها ويكون أطول يوم في 11 فبراير حيث يبلغ طول اليوم 24 ساعة و 14 دقيقة و 18 ثانية، أما الأيام التي تكون سرعة الأرض ثابتة فهي في 15 أبريل و 13 يونيو وأول سبتمبر و 25 ديسمبر وتكون سرعة الأرض المتوسطة هي 1044 ميلاً في الساعة.
ويكون طول الساعة ويكون طوال اليوم في الأيام السالفة الذكر مساوياً 24 ساعة بكل دقة ولا تصلح جميع أجهزة قياس الوقت في قياس عمر الإنسان لأنه يكون حساباً خاطئاً بجميع المعايير فهل لو وقفت الأرض عن الدوران يقف عمر الإنسان وهل لو عكست الأرض دورتها لتكون من الشرق للغرب يصغر الإنسان .
هذا هو المستحيل لهذا أكتشف علماء الطب أن الحقيقة موجودة داخل جسم الإنسان بساعة بيولوجية هي التي تقوم بحساب عمر الإنسان إلى الآن لم يعرف مكانها هو القلب أم هو العقل وقد أخفاها الله تعالى لراحة الإنسان أما أطول يوم فقد جاء ذكره في كتاب الله الكريم في صورة المعارج آية 4 «تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة» صدق الله العظيم.
وهكذا نرى أن حسابات الأيام تختلف على كوكب الأرض بالمقارنة بأيام الله تعالى الذي لا يعرفها إلا الله وحده لا شريك له في ملكه فسبحان الله فيما خلق فقد أجاب العلماء أن العمر الافتراضي لشمسنا خمسة آلاف مليون سنة وأن عمر الأرض 4500 مليون سنة وان القمر 4 آلاف مليون سنة وعمر الكون الذي يعيش داخله أقل من ذلك 15 مليار سنة ولكن في النهاية كلها تكهنات والعلم الكامل عند الله العليم وحده لا شريك له.